يعتبر الكبد من الأعضاء الحيوية الهامة التي توجد بجسم الإنسان ، وهو من أضخم أعضاء الجسم , إذ يقوم الكبد بتخليص الجسم من السموم ، حيث يعمل كخط دفاع أساسي في حماية الجسم من السموم , فهو يلتقطها من الدم ويبطل مفعولها , علاوة على مساهمته في ضمان ثبات مستوى السكر بالجسم وفق المعدلات الطبيعية ، ويخزن كذلك الكبد المواد الأساسية كالفيتامينات والمعادن , ويؤدي دوراً مهماً في عملية الهضم بفضل الأملاح التي يفرزها , كما يخزن الكبد الطاقة ويمد بها الجسم بسرعة كلما دعت الحاجة إلى ذلك , ويعمل على توليد الكولسترول ومشتقاته وإفرازها وضبط مستواها في الدم , ويقوم أيضاً بإستقلاب الأدوية والعقاقير ومنعها من التراكم داخل الجسم , ويولد الزلال أو الألبومين (Albumin) الضروري لحفظ السوائل في الأوعية الدموية , وينتج كذلك العوامل التي تساعد على تجلط الدم .
ويُعد سرطان الكبد أحد أكثر الأورام السرطانية إنتشاراً وشيوعاً ، حيث تبدأ بعض الخلايا السرطانية بالنمو داخل نسيج الكبد ، ومن ثم الإنتشار إلى باقي أجزاء الجسم في مراحل لاحقة , وقد يصاب الكبد بالسرطان الأولي ” ويقصد به أن يتكون الورم السرطاني داخل خلايا الكبد نفسها ، ومن ثم الإنتشار لاحقاً ” أو السرطان الثانوي ” حيث يتكون الورم السرطاني فى أي موضع آخر قريب من الكبد كسرطان المعدة أو البنكرياس أو القولون ، ومن ثم الإنتشار إلى الأعضاء المجاورة والتي يكون الكبد إحداها ” .
ويلاحظ أنه يوجد بعض العوامل التي من شأنها أن تزيد من إحتمالية الإصابة بسرطان الكبد ، لعل أهمها :
• الإفراط في التدخين والإدمان المزمن على الكحوليات .
• الإصابة بأمراض الكبد كتشمع أو تليف الكبد , اليرقان , وإلتهاب الكبد الفيروسي ” النمط بي (.H.B.V) & النمط سي (.H.C.V) ” .
• التعرض لبعض العوامل المسرطنة لفترات طويلة كالمبيدات أو المواد الكيميائية شديدة السمية كالزرنيخ .
وقد يتم إكتشاف الورم السرطاني في الكبد عن طريق الصدفة من خلال إجراء فحص روتيني بالموجات فوق الصوتية على منطقتي البطن والحوض لسبب أو لآخر ، أو نتيجة ظهور بعض الأعراض الغير مفهومة ، والتي يبدأ معها رحلة تشخيص هذه الأعراض لمعرفة سببها ، ولكن لابد من التنويه بأن سرطان الكبد لا يعطي في الغالب أية أعراض مرضية ظاهرة في بدايته , إنما قد تظهر هذه الأعراض أو العلامات عندما يبدأ هذا الورم بالإزدياد والإنتشار والوصول إلى مراحل متقدمة , ولعل أهم هذه الأعراض :
• الشعور بآلام شديدة في منطقة البطن ، وبالتحديد في الجزء العلوي من البطن وفي القسم الأيمن منها , حيث تعجز أحياناً المسكنات عن القضاء على هذا الألم أو حتى التخفيف من حدته .
• تناقص الوزن بصورة شديدة ومفاجئة ، وعادةً ما تكون مصحوبة بفقدان الشهية نحو الطعام .
• الإحساس بالإمتلاء والتخمة وإنتفاخ البطن (تطبل البطن) , مع الشعور بالثقل في الجزء العلوي من منطقة البطن .
• الشعور الدائم بالضعف , والتعب العام والإرهاق والوهن .
• تلون الجلد بلون شاحب داكن , وإصفرار العينين , كما يصبح لون البول غامق بسبب اليرقان .
• الشعور المستمر بالغثيان , بالإضافة إلى التقيؤ (الإستفراغ) .
ولأن هذه الأعراض أو العلامات لا تكون عادةً كافية لتشخيص هذا المرض , لذا فلابد من إجراء العديد من الفحوصات التشخيصية والتأكيدية للتثبت من الإصابة بالسرطان ، حيث يتم سحب عينة من دم المريض لعمل إختبار يسمى بإسم ” مؤشرات الورم ” ، حيث يقوم برصد مستوى مادة ” ألفا فيتو بروتين ” والتي على أساسها يتم تحديد وجود ورم سرطاني من عدمه , وعادةً ما تؤشر وتدل المستويات المرتفعة من هذه المادة على الإصابة بسرطان الكبد .
بعد ذلك ننتقل إلى المرحلة التالية حيث يتم تحديد موضع الورم وحجمه ومدى إنتشاره ، من خلال عمل موجات فوق صوتية وأشعة مقطعية ثلاثية الأبعاد بإستخدام الصبغة على منطقتي البطن والحوض ، وعلى أساس هذه المعطيات يتم تحديد إستراتيجية العلاج والخيارات المتاحة ، والتي تشمل العلاجات الكميائية أو الإشعاعية .. وكذلك يمكن زراعة عضو جديد لزيادة معدلات الشفاء .